شَبَكَةُ دُورِ اللُّغَةِ العَرِبَّيةِ


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شَبَكَةُ دُورِ اللُّغَةِ العَرِبَّيةِ
شَبَكَةُ دُورِ اللُّغَةِ العَرِبَّيةِ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مقاييس نقد النثر

اذهب الى الأسفل

مقاييس نقد النثر Empty مقاييس نقد النثر

مُساهمة  محب اللغة الأربعاء يونيو 29, 2011 4:30 am

مقاييس نقد النثر
أولاً : نقـد القصة:
مقاييس نقد القصة:
أولاً: الفكرة:
ما من قصة إلا وتقوم على فكرة يوصلها إلينا القاص والقاص البارع هو من يوصل فكرته إلينا بطريقة غير مباشره ويجعلها تتسرب إلى عقولنا مع تيار الأحداث وتتابع حوادث القصة.
والفكرة هي التي تؤثر على القاص وتجعله يوجه الأحداث والشخصيات توجيهاً خاصاً يؤدي في النهاية إلى توضيح فكرته.
وبالعكس اذا اعتنى القاص بالفكرة وتوصيلها فانه قد تقل عنايته بالأحداث والشخصيات. وعندئذ لا نحس بطبيعة سير الأحداث والشخصيات بل نشعر بتوجهها قسراً وفق إرادة الكاتب وهذا يخل بجمالية القصة ومدى تأثيرها.

ثانياً الحوادث :
هي المواقف والأفعال التي تفعلها شخصيات القصة وأهمية هذا العنصر تظهر في أن لأي قصة أحداث أو حدث تبنى عليها وتسرد من هذه الأحداث أقوال وأفعال تؤدي في النهاية إلى جمال القصة وإظهار فكرتها.
والأحداث في القصة تنقسم إلى قسمين:
1- حوادث رئيسية:
وهي الحوادث التي تكون منعطفاً في القصة وقد تكون حدث واحد تدور حوله القصة بكاملها ويسمى بالحدث المحوري للقصة.

2- حوادث ثانوية:
وهي حوادث صغيرة تمثل حركات الشخصيات التي تعد من تفاصيل وجزئيات الحياة التي لابد منها وتدور هذه الأحداث الثانوية كلها حول الحدث أو الأحداث الرئيسية.

مصـــادر الحوادث:
هناك ثلاث مصادر للحوادث في أي قصة:

1- الواقع:
فإذا كنت القصة مصرها هو الواقع فيجب مراعاة جو القصة الواقعي الذي تصوره وتبني أحداثها عليه فلا يخرج عن هذا الأساس فلا يمكن له أن يستخدم حدث خيالي مع أن القصة تتحدث عن واقع يعيشه الكاتب والقارئ.
وواقعية الأحداث ليس بمعناه أن تكون القصة قد حدث فعلاً ولكن واقعيتها تكمن في أنها ممكنة الحدوث.

2- التاريخ:
في هذه القصة يكون مصدرها التاريخ والأحداث التاريخية ويستفيد الكاتب من المؤرخين والتحقيقات التاريخية في قصته ويجب أن يكون الكاتب ملتزم وصادق بها ليعطي لقصته المصداقية والقبول. وهذه تتطلب الدقة في البحث والتقصي وراء الأحداث وتاريخها .

3- الخيال:
وهنا تكون حوادث القصة خيالية أي أحداث لا يمكن أن تحدث أو بعيدة الحدوث ويرجع النقاد إلى سبب الاهتمام بها لما تتميز به من الطرافة والجاذبية.
ويأتي تحت هذا المسمى الأساطير لدى الشعوب والتي دونوها في قصصهم وأخبارهم وأيضا قصص الحيوانات والخيال العلمي وغزو الكواكب وغيرها.

طريقة عرض الحوادث:
هناك طرق لعرض الحوادث منها:

1- أسلوب ضمير المتكلم:
وفي هذا الأسلوب يجعل الكاتب بطل القصة هو الذي يحدث عن نفسه وأعماله التي يقوم بها وتكون هي أحداث القصة فيعيش القارئ مع البطل من بداية القصة ويتعرف عليه مباشرة وميزة هذا الأسلوب هو الربط بين القارئ وبين بطل القصة وأحداثها المتعلقة به.

2- أسلوب ضمير الغائب:
وهذا الأسلوب يقوم على السرد فكل الأحداث مجتمعة في عقل الكاتب ويقوم هو بدوره في توزيعها وتوزيع الأدوار حسب فكرة وطريقته وكيفما يراه مناسبا في حركات وأحداث القصة . وأكثر القصص تميل إلى هذا الأسلوب.

ثالثاً الشخصيات:
الشخصيات هي التي تقوم بأدوار القصة وتؤدي أحداثها وحركاتها ومواقفها المتعددة.
والشخصيات في القصة تنقسم إلى قسمين:
1- شخصيات رئيسية:
وهي التي تقوم بأكثر الأدوار في حوادث القصة وتظل في دائرة الأحداث أطول وقت ممكن وهي أيضاً الشخصيات التي يسهب الكاتب في إبرازها وإبراز مواقفها وتحليل مشاعرها . وقد تكون عدة شخصيات وقد تكون شخصية واحدة .
وغالباً ما تكون تركيبة او طبيعة تلك الشخصيات مركبة وليست بسيطة لأنها في الغالب تمر بظروف مختلفة ولها مواقف متعددة ومختلفة ومتضادة في بعض الأحيان . والشخصيات الرئيسية تستأثر باهتمام الكاتب والقارئ في نفس الوقت .

2- شخصيات ثانوية:
وهي شخصيات تقوم بأدوار ثانوية أو هامشية في أحداث القصة ويكون الغرض من وجودها إكمال الصورة. ودفع الشخصيات الرئيسية إلى مواقف معينة. وإظهار جوانب معينة من حياتها أو شخصياتها. والإسهام في تطوير الإحداث ودفعها للإمام. ووصف هذه الشخصيات بأنها ثانوية لا يعني بأنها عديمة الفائدة بل هي في مجملها ضرورية للعمل القصصي.

أنواع الشخصيات حسب الجمود والنمو:

1- الشخصيات النامية:
هي الشخصيات التي تظهر مع أحداث القصة ومع مرور هذه الأحداث وتمر في تغيرات كثيرة وتنتقل مع أحداثها ومواقفها تبعاً لإيقاع الحركة والأحداث في الحياة.
فنراها تتحول من حال إلى حال ومن موقف إلى موقف.

2- الشخصيات الثابتة:
ويطلق عليها النقاد الشخصيات النمطية أو الجاهزة وفي الغالب أن الشخصيات الثابتة هي شخصيات ثانوية تؤدي وظيفتها في إضاءة جانب من جوانب الشخصيات الأخرى. وقد يوكل لها عمل ما في القصة ثم تتوارى عن الأنظار.

طرق تصوير الشخصيات:
يختلف تصوير الشخصيات من الرسام والمصور التلفزيوني عنه في الكاتب القصصي حيث يستخدم هذا الأخير الكلمات في رسم شخصياته وأبطال عمله القصصي لذلك يحتاج إلى الكثير من المهارة للاستفادة القصوى من خصائص الكلمة.

وهناك طريقتان لتصوير الشخصية القصصية:
1- الطريقة الإخبارية:
وتمثل الأسلوب المباشر الذي يعتمده الكاتب لتصوير شخصيته فيذكر أن هذه الشخصية غنية أو فقيرة قوية أو ضعيفة جاهلة أو متعلمة وهكذا ...
كما يصف الأشياء المتعلقة بها من أوصاف أو تركيبة نفسية أو طريقة تعامل وهكذا ....
وميزة هذه الطريقة أنها تسرع في تقديم الشخصية للقارئ مما يساعده على فهمها ومعرفتها مبكراً وتوقعه لما يمكن أن يصدر منها ويعاب على هذه الطريقة أنها قد تقطع مسيرة التتابع والتدفق في أحداث القصة.

2- طريقة الكشف:
وهو الأسلوب غير المباشر. وهذا الأسلوب يجعل الأحداث هي التي تكشف عن الشخصية وتصورها للقارئ وذلك عن طريق تصوير الأفعال والأقوال التي تصدر من الشخصية ويكون عن طريق الحوار بين الشخصيات فنفهم من سياقها صفة أو أكثر عن هذه الشخصيات.
وهذه تعطي للقارئ لذة في اكتشاف الشخصيات وأبعادها.
إلا إن من عيوبها إنها تبطئ القصة وقد ترهلها بأحداث جانبية لا قيمة لها.
كما لا يمكن أن نفضل طريقة على الأخرى. فالقصة تحتاج إلى الأسلوبين معاً ومن غير المعتاد أن تعتمد القصة على أسلوب واحد في تصوير شخصياتها ولكن قد يكثر استخدام أسلوب على حساب الآخر.
كما أن تصوير الشخصيات الرئيسية بالذات يحتاج فيه الكاتب إلى كلا الأسلوبين .

رابعاً الحبكة القصصية:
ونعني بالحبكة القصصية ترتيب الأحداث ترتيبا معيناً.

وأقسام الحبكة القصصية من حيث التماسك أو عدمه:
1- الحبكة المتماسكة:
وهي الحبكة التي تكون أحداثها متصلة يبعضها اتصالاً وثيقاً بحيث يكون كل فصل من القصة أو حدث نتيجة للفصل السابق وغالباً ما تظهر الحبكة المتماسكة في قصص التي يكون بطلها شخص واحد لأن التركيز على شخص واحد في القصة أو شخصية واحدة تعطي الفرصة لترابط الأحداث وتماسكها كالقصص البوليسية مثل قصص (أجاثا كريستي).
وعيوب الحبكة المتماسكة أنها قد تؤوي إلى التكلف أو الافتعال وقد يقل فيها عنصر الإثارة وحوافز التغير وقد تدفع القارئ للملل والفتور.

2- الحبكة المفككة:
وليس إطلاق كلمة مفككة ذماً أو إنقاص من قيمتها بل لأنها تقابل كلمة (متماسكة)
ونعني بالحبكة المفككة هي التي يكون بها عدد من الأحداث مرتبط بعدد من الشخصيات يربط بينهم عنصر معين كالمكان أو الزمان أو الشخصية الرئيسية في القصة أو حدث رئيسي في القصة أو غير ذلك.
وعيوب الحبكة المفككة أنها تسبب التشتت وقد تجعل القاص ضعيفاً في الربط بين الأحداث.

أقسام الحبكة من حيث الشكل والبناء:

1- الحبكة المتوازية:
وهي أكثر الأنواع شيوعاً في القصة والحبكة المتوازية هي تلك الشبيهة بالبناء الهرمي وهو يماثل تماماً (هرم فرايتاج) المسرحي.
وهي كالتالي:
البداية ثم صعوداً يمثلها الحدث الصاعد مروراً بالأزمة ثم في رأس الهرم العقدة ثم الحدث النازل إلى الحل ثم النهاية.

2- الحبكة الحلقية:
وهي تمثل بناء آخر للقصة يقوم على وجود عدد من المشكلات التي تعترض الشخصية الرئيسية ويتغلب عليها واحدة تلو الأخرى وهكذا حتى نهاية القصة.
وبناؤها على شكل حلقات على الشكل التالي:
المشكلة --- الحل --- المشكلة --- الحل – المشكلة --- الحل ..
وقد يبني القاص قصته هذه وهو يعدها لكي تمثل في حلقات إذاعية أو تلفزيونية.

3- البدء من نهاية القصة:
قد يكون بناء الحبكة قائم على البدء من نهاية القصة ثم الرجوع إلى الخلف حتى تتكشف الإحداث والوقائع الأخرى والشخصيات المرتبطة بها وهذا النوع ابتدأ في السينما ثم انتقل إلى الرواية.

عناصر الحبكة:
1- البداية:
وهي المرحلة الأولى لمواجهة القارئ فلابد أن تتضمن ما يشجع هذا القارئ على الاستمرار في قراءة القصة. لأن البداية الضعيفة للقصة ستكون سبباً في ترك القارئ لها وانصرافه عنها.

2- الصراع (التدافع):
وهو الذي يولد حركة الأحداث والوقائع في القصة والمقصود هو وجود ما يسبب بناء الأحداث للقصة وهذا الصراع أو التدافع يكون له أوجه عديدة وأشكال متنوعة فقد يكون الصراع داخلياً في نفس إحدى الشخصيات أو قد يكون الصراع بسبب عوامل مثل الطمع والخوف والبطولة والتضحية والطموح وربما الجريمة وغير ذلك من العوامل.

3- العقدة:
وهي المشكلة الرئيسية في القصة وتنشأ بفعل الأحداث الصاعدة حيث تتأزم الأمور ويتحول موقف البطل إلى حالة من الضعف والخوف.

4- الحل:
وهو الحدث الذي يكون سبباً في حل العقدة جزئياً أو كلياً ولابد أن يكون الحل مقنعاً متناسباً مع أحداث القصة.

ويلجأ بعض الكتاب على أنماط الحلول البسيطة ومنها:
أ- أن يجعل الشخصية الرئيسية تستيقظ من النوم ويكون كل ما رآه من مشكلات حلماً من الأحلام.
ب- أن ينهي بعض شخصيات القصة بالموت ليسهل عليه تقديم الحل المناسب.
ج- أن يعتمد مبدأ المصادفة وحدها لكي يحل المشكلة التي وقعت فيها الشخصيات ولا شك أن مستوى وجود المصادفة في حياتنا أمر قليل الحدوث لا يصح التعويل عليه في حل عقدة القصة أما القليل جداً من المصادفة في القصة فلا مانع منه بحيث تبدو المصادفة طبيعية تسوغها أحداث القصة.

5- النهاية:
وهي آخر شيء في القصة وقد تتضمن النهاية عنصر الحل وقد تأتي بعده لتصور أثر ذلك الحل على شخصيات القصة وكما في بداية القصة يجب أن تكون مثيرة وملفتة فيجب على الروائي أو القاص أن يجعل نهايتها مثيرة ويضمنها عنصراً مفاجئاً يجعل القارئ معجباً بها ويجعل هذه النهاية عالقة في ذهنه.

خامساً الزمان:
تتحرك القصة في خطين متعامدين يحددان موقع الحدث وهما الزمان والمكان.
ويمكن أن تدور أحداث القصة في الماضي بالعودة إليه والعيش فيه عبر الأحلام والذكريات
او الحاضر في دقة وصفه تظهر واقعيته.
أو المستقبل بإستشرافه وتصوير الحياة المتوقعة فيه .ويتميز عنصر الزمن في القصة بقدرته على نقل الأحداث والأشخاص من حال إلى حال وأحداث تغييرات كبيرة في بيئة القصة.

والزمن في القصة ينقسم إلى:
1- الزمن الواقعي:
حيث يجري القاص أحداث قصته في إطار زمني محدد تحكمه قوانين الزمن الصارمة وتتسلسل الحوادث فيه تباعاً نظراً لوجودها الزمني من البداية إلى النهاية .والزمن عنصر مهم من عناصر الواقع الذي يجب مراعاته في رسم الشخصية أو وصف البيئة فالقاص يدرك أن لكل زمان طبيعته وظروفه وخصائصه التي يجب مراعاتها.

2- الزمن النفسي:
ونرى فيه جانباً مغايراً للزمن الواقعي حيث تصبح اللحظة الواحدة بسبب الألم مثلاً أو لهفة الانتظار شيئاً آخر لا يمكن أن يحسب بالدقائق أو الساعات أو الأيام.
ومثل ذلك لحظات التأمل والتذكر التي تتداعى فيها ذكريات سنوات متعددة في وقت وجيز.

سادساً: المكان:
المكان هو الميدان الذي تقوم عليه أحداث القصة ويجب على القاص حسن اختيار المكان وإجادة استثمار محتوياته ومكوناته.
وتنبع أهمية المكان في استخدامه عنصراً كاشفاً لمشاعر الشخصية القصصية وأحاسيسها.
ويفصح الكاتب عن مكان القصة وزمانها بشكل مباشر وقد يترك ذلك للأحداث.

سابعاً: الحوار:
يؤدي الحوار دوراً أساسياً في تنمية أحداث القصة وتصعيدها فمن خلال الحوار ينشأ الحدث القصصي أو جميلة الأحداث كما أننا من خلاله نعرف سمات الشخصيات وخصائصها التي تتميز بها وتتميز اللغة القصصية بالسهولة والبساطة لأنها تحاول أن تقترب كثيراً من واقع الأحداث ومن واقع القارئ أيضاً.

واقعية الحوار:
لا خلاف بين كتّاب القصة في استخدام اللغة العربية الفصحى في السرد والوصف والتحليل داخل القصة أما الحوار فإن عدداً من أولئك الكتاب يرى أنه من الممكن أن يكون بعض منه بالعامية.
لكن التجربة أكدت أن اللغة العربية في مستواها المتوسط البعيد عن الغرابة والغموض قادرة على التعبير الواقعي المناسب دون حاجة إلى اللهجة العامية.
كما يجب على القاص أن يضفي على واقعية الحوار السمات الواقعية الدالة عليه مثل الغضب والرضا والحزن والسعادة ورفع الصوت وتخفيضه وهكذا.


محب اللغة
مراقبة عامة

عدد المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى